

"حتى لا يبقى الحرم خاليًا".. من هن مؤنسات مكة اللائي يطوفون بجوار الكعبة في يوم عرفة؟

في مشهد يعكس تفرّد المجتمع المكي بعاداته المتوارثة، تحيي نساء مكة المكرمة تقليدًا سنويًا يُعرف باسم "الخُليف"، يتجدد مع كل موسم حج، وتحديدًا في يوم عرفة، حين يتوجّه الرجال إلى المشاعر المقدسة لخدمة ضيوف الرحمن، وتبقى النساء في الحرم المكي الشريف ليقمن بدورهن التاريخي في الحفاظ على روحانية المكان وعمارة صحن الطواف.
ويُطلق على نساء مكة في هذا اليوم لقب "مؤنسات الحرم"، حيث يحرصن على التواجد منذ صباح يوم عرفة وحتى منتصف ليلة العيد، في مشهد يعكس الألفة والخشوع، ولا سيّما في ظل غياب أغلب الرجال.
ويتحول صحن الطواف إلى لوحة روحانية تتوسطها النساء والأطفال، يؤدون العمرة ويتفرغون للعبادة والدعاء في أجواء إيمانية خاصة.
ويعود أصل هذا التقليد إلى مئات السنين، إذ يعتبر يوم عرفة في مكة يومًا خاصًا لا يظهر فيه سوى النساء، حيث يكنّ في "خلافة" الرجال الذين خرجوا إلى المشاعر. ويقمن أيضًا بتجهيز الإفطار للصائمين، امتدادًا لروح الخدمة التي تميز أهل مكة منذ القدم.
ورغم التطورات الاجتماعية الحديثة، لا تزال هذه العادة متجذّرة في وجدان نساء مكة، يُورثنها جيلاً بعد جيل، كجزء من هوية المدينة المقدسة وتاريخها الاجتماعي الفريد، لتظل "الخُليف" شاهدة على دور المرأة المكية في خدمة البيت الحرام في كل زمان.


استطلاع راى
هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟
نعم
لا
اسعار اليوم
