

المعيقلي للحجاج: العيد بهجة ورحمة.. فاستبشروا وصلوا أرحامكم واشكروا ربكم
وسط أجواء روحانية مهيبة، أدّى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد الحرام بمكة المكرمة، حيث أمّهم فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، في خطبة ركّز فيها على معاني التقوى والطاعة، ودعا إلى التمسك بوحدة الصف ونبذ الخلاف، مستشهدًا بآيات من القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي مستهل خطبته، أوصى الشيخ المعيقلي المسلمين بتقوى الله والتقرب إليه بما يرضيه، والابتعاد عن معصيته، قائلاً: "العيد أنس وبهجة وتعاطف ومحبة، فيه نفوس متسامحة، وأرحام موصولة، فاستبشروا بعيدكم، وصلوا أرحامكم، واشكروا ربكم على أن بلّغكم هذه الأيام المباركة، وأكثروا من ذكره وتكبيره".
وأشار إلى أن الله اختص حجاج بيته الحرام بفضل عظيم، حيث اصطفاهم من بين عباده، ويباهي بهم ملائكته، قائلًا: "هنيئًا لكم إذ قصدتم الركن الأعظم من أركان الإسلام، ملبّين نداء رب كريم، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ولا فضل أن يمنّ به على عباده".
وتحدّث فضيلته عن مقاصد الحج العليا، التي يأتي في مقدمتها توحيد الله، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلهج بالتكبير والتهليل والتلبية، وكلها أذكار تؤكّد وحدانية الله تعالى، مستشهدًا بقوله تعالى:(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
وأكد المعيقلي أن التوحيد هو أساس الدين، ولا تُقبل حسنة بدونه، وهو ما ينبغي أن يُستحضر في سائر شعائر الحج والعبادات.
كما دعا إلى الرفق والرحمة في التعامل، خاصة في مواسم الزحام، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر: "افعل ولا حرج"، مبينًا أن الرفق زينة لا تُنزع من شيء إلا شانه.
وتوجّه الشيخ المعيقلي إلى الحجاج بقوله: "أنتم اليوم في أعظم أيام الدنيا وأحبها إلى الله، فاعمروها بذكره وطاعته، وأكثروا من حمده وشكره، فإن أعظم الناس أجرًا في الحج، أكثرهم فيه ذكرًا لله".
كما بيّن فضيلته فضل الأضاحي وشروطها، مشيرًا إلى أن ذبح الأضحية من أعظم القربات في هذه الأيام، وأن الأفضل أن تكون من بهيمة الأنعام المستوفية للشروط الشرعية. ودعا المسلمين إلى التصدق منها، وإحياء سنة نبيهم الكريم، امتثالاً لقوله تعالى: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ).
وفي ختام خطبته، وجّه الشيخ المعيقلي الشكر إلى قيادة المملكة العربية السعودية، على ما تبذله من جهود مباركة في خدمة الحجاج والمعتمرين، سائلاً الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده خير الجزاء، وأن يحفظ بلاد الحرمين من كل سوء.
ونوّه فضيلته بأن هذا اليوم اجتمع فيه عيدان: عيد الأضحى ويوم الجمعة، مذكّرًا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه عن الجمعة"، داعيًا المسلمين إلى اغتنام هذه الأوقات الفضيلة، وإحياءها بالأعمال الصالحة.
هذا، وقد أُقيمت صلاة العيد في مختلف محافظات ومراكز وقرى منطقة مكة المكرمة، وسط تنظيم دقيق وأجواء إيمانية مفعمة بالسكينة والخشوع.


استطلاع راى
هل تؤيد تعديل قانون الإيجار القديم بما يضمن تحقيق توازن بين حقوق المالك والمستأجر؟
نعم
لا
اسعار اليوم
