صانعة المحتوى الكوميدي «ياسمينا شريف»: الفن يستهويني.. ومحتواي يجسد الواقع بالكوميديا

وسط الطفرة الرقمية الهائلة التي يشهدها العالم، يبرز جيل «التيك توك» كواحد من أكثر الأجيال ارتباطًا بالتكنولوجيا وأدوات التعبير، حتى بات «تيك توك» واحدًا من أهم التطبيقات على الهواتف النقالة والأكثر رواجًا بين العوام في شتى بقاع العالم، وأضحى جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية؛ إذ يستخدمه شهريًا ملايين المستخدمين، والذي يتجاوز عددهم الـ1.58 مليار مستخدم؛ مما يعكس انجذاب الشباب إلى هذا التطبيق الذي يحمل بين طياته آلاف المؤثرين وصناع المحتوى، ممن يسلطون الضوء من خلال صفحاتهم على تقديم مختلف الأشكال والأنماط من المحتوى، كما أن «تيك توك» أضحى بالنسبة لهم البوابة؛ لكسب الشهرة والدخول صوب حيز التمثيل التلفزيوني.

ومن أبرز أشكال المحتوى على التطبيق والذي يحظى بقاعدة جماهيرية جارفة، هو المحتوى الكوميدي واللايت المحلى بالبهجة، إذ يوفر التطبيق البيئة المناسبة والمساحة غير المسبوقة لصناع المحتوى الكوميدي؛ لعرض مواهبهم الفنية والثقافية والابتكارية والتمثيلية.

وتعد المصرية «ياسمينا شريف» -ذات الـ 20 عامًا- التي تدرس في الجامعة الألمانية في القاهرة تخصص الهندسة، واحدة من أبرز اللاتي اشتُهرن مؤخرًا؛ بتقديمها لمحتوى كوميدي سلس يتعممه البهجة والخفة والبعيد كل البعد عن الابتذال والخروج عن النص، فبأسلوب ذكي وساخر تتمكن ياسمينا -على حد وصفها- من تحويل التراجيديا والواقع الذي ياعيشه البعض إلى محتوى كوميدي قابل للهضم يلقى استحسان متابعيها والذي يقترب عددهم من النصف مليون متابع على صفحتها على تطبيق التواصل الاجتماعي «تيك توك».

كان لـ«مصر الآن»، هذا الحوار مع ياسمينا، والذي تتحدث فيه بعمق عن رحلتها ومشوارها الفني بين صناعة المحتوى الكوميدي والتمثيل، وطموحاتها الفنية خلال الفترة المقبلة، وكيف تواجه التعليقات السلبية حال رؤيتها، وسر حبها الجم لبرشلونة، وعدد من الأسئلة الأخرى.

• محتواي كوميدي يجسد الواقع والفن يستهويني

في مستهل حديثها مع «مصر الآن» تتحدث ياسمينا شريف عن ذاتها، وعن حيثيات دخولها مجال صناعة المحتوى، وتمتعها بروح كوميدية مرحة، وتقول: " التمثيل يستهويني منذ أنا كنت طفلة، إذ ولدت ونشأت في المملكة العربية السعودية، واستقريت في القاهرة بداية من طور دراستي في الصف الرابع الابتدائي، والتمثيل والفن بشكل عام كان شغلي الشاغل طوال فترة صباي، حتى جاءت خطوة صناعة المحتوى والتي كانت محض صدفة ودون ترتيب".

تضيف: " صناعة المحتوى في بادئ الأمر لم تكن في الحسبان بالنسبة لي، حتى قمت في أحد الأيام بتجسيد رقصات كوميدية على تيك توك للنجمين كريم محمود عبد العزيز، وبيومي فؤاد، وإذ أتفاجئ بعدها بكم كبير من التفاعل والتعليقات الإيجابية من المتابعين؛ وعزمت بعدها على المضي قدمًا في تقديم مقاطع فيديو خفيفة ولايت؛ حتى تصدر اسمي التريند لفترة طويلة بحمد الله؛ فالجمهور لمس وقابل ما أقدمه بالمدح والثناء؛ لتقديمي لمحتوى كوميدي يلامس الواقع ويجسده، كما وأن حبي لبرشلونة (تضحك) زاد -ربما- من تعلق الناس بمحتواي، فبيني وبين برشلونة قصة حب بطلها ليو ميسي".

وعن التعليقات السلبية التي من الممكن أن تواجهها ياسمينا نظير تقديمها للمحتوى، تؤكد: "التعليقات السلبية -حال كُتبت- لا تؤثر في، بالعكس أحيانًا تضحكني، فجميع صناع المحتوى معرضون لمثل هذا، ويجب أن يُقابل الأمر بهدوء، فالنقد يدفعني إلى إثبات ذاتي أكثر".

• دخولي التمثيل جاء بعد دراسة وطموحي ليس له حدود 

تتحدث ياسمينا عن دخولها حيز التمثيل التلفزيوني حالها حال عشرات البلوجر والتيك توكر ممن أقبلوا على هذه الخطوة، وتؤكد: "كان فضلًا من الله العظيم، أن شاركت خلال موسم رمضان الدرامي المنصرم في مسلسل «شباب امرأة» من بطولة النجمة غادة عبد الرازق، كانت خطوة استثنائية لا تصفها كلمات، والبعض يغلب على ظنه أن مشاركتي في هذا العمل سببه الأصيل هو شهرتي على تيك توك وهذا غير صحيح بالمرة؛ فالتيك توك ما هو إلا بوابة للانتشار، إذ أنني أقبلت على دراسة الفن بشكل احترافي من خلال عدة ورش تمثيلية أكسبتني ثقلًا فنيًا وأضفت الكثير على موهبتي، ومسؤول ورشة التمثيل التي درست فيها الفن بعمق هو من رشحني لدور «سمحة» في المسلسل وحظيت بالدور بعد عدة مقابلات قدمت من خلالها موهبتي والتي قوبلت بالإشادة الحمد لله".

وتتابع: "سعيدة بردود الفعل حول دوري في المسلسل، وطموحاتي الفنية ليس له حدود، وانتظروني قريبًا في عدد الأعمال الفنية خلال الفترة المقبلة إن شاء الله".

• التمثيل ليس حكرًا على أحد

تختتم ياسمينا شريف حديثها مع «مصر الآن» بالتأكيد على أن التمثيل ليس حكرًا على أحد، وأن السعي والاجتهاد في التمثيل هو من يدفع صاحبه إلى النجاح، فبكل تأكيد الدراسة أمر مهم، ولكن الموهبة هي من تفرض نفسها في نهاية الأمر.